النائب السابق د نزيه منصور
❗️sadawilaya❗
مع كل فترة تمديد للقوات الدولية، يحصل جدلاً وتكثر التحليلات والقراءات المحلية والإقليمية، وتتلقف وسائل الإعلام الحدث، وكل يروّج ما يحلو له ويحقق رغباته سواء بالتمديد أو بإنهاء المهمة الموكلة إليها أو وضعها تحت الفصل السابع حيث تمنح حق استعمال القوة...!
ما يدور الآن من مصادر مختلفة، أن خلافاً نشب بين واشنطن وباريس، إذ تجهد باريس وتسعى للتمديد للقوات الدولية، في حين تراوغ واشنطن بهدف ابتزاز الحكومة اللبنانية خدمة للكيان المؤقت...!
مضت سبع وثلاثون سنة على إرسال القوات الدولية وفقاً للقرار ٤٢٥ الصادر عن مجلس الأمن الدولي إلى جنوب لبنان، والذي يدعو إلى انتشار الجيش اللبناني ومؤازرة من القبعات الزرقاء وانسحاب العدو من الأراضي المحتلة منذ اجتياح ١٩٧٨. الهدف الرئيسي من القرار هو انسحاب العدو من الأراضي اللبنانية دون قيد أو شرط بإشراف الأمم المتحدة وحفظ السلام في جنوب لبنان..!
ورغم مرور حوالي أربعة عقود، لم ينسحب العدو، بل تمادى وضاعف من اجتياحاته وأهمها ١٩٨٢ و١٩٩٣ و١٩٩٦، ولم يخرج إلا بالقوة عام ٢٠٠٠ وفشل في اجتياح ٢٠٠٦...! يحاول العدو إقامة منطقة عازلة من خلال تدمير البنى التحتية والمنازل واقتلاع الحجر والبشر، وهذا ما نشهده على الأرض من دون أي رادع دولي أو إقليمي أو محلي، سوى أصوات باعت نفسها إلى شياطين الأرض والسماء مستغلةً حالة الانحطاط القومي والسواد الأعظم من الأمة الاسلامية التي تشكل ثلث المجتمع الدولي بأمه وأبيه، ومع الأسف هي في سبات عميق...!
من المسلمات والبديهيات في حال أي نزاع بين الدول تقضي المواثيق والأعراف الدولية بنشر القوات الدولية بين الأطراف المتنازعة داخل كل منها، بمساحات متساوية وعدد جنود متساوٍ هنا وهناك، وما حصل في لبنان تم نشر آلاف من القوات الدولية وتُرك العدو يسرح ويمرح في البر والبحر والجو من دون أي رادع، حتى انتفض فريق من الشعب اللبناني وأجبر العدو على الانسحاب من دون قيد أو شرط وبقي القرار ٤٢٥ ينتظر تطبيقه من الأمم المتحدة...!
ينهض مما تقدم، أن القوات الدولية المولجة حفظ السلام والأمن والإشراف على انسحاب العدو من الأراضي اللبنانية فشلت في تنفيذ المهمة، والتهديد بسحبها هو بحد ذاته يمنح العدو حرية التصرف، أما الحديث عن تكليف القوات الدولية تحت الفصل السابع لتنفذ مهمة فرض السلم والأمن وانسحاب المحتل بالقوة فمرحب به وإيجاد منطقة عازلة متساوية بين فلسطين المحتلة ولبنان، لا أظن أن أحداً من اللبنانيين يعارض ذلك...!
وعليه تثار أسئلة عدة منها:
١- هل ما يُحكى عن انسحاب القوات الدولية هو مجرد تهويل؟
٢- لماذا لا تنتشر القوات الدولية على طرفي الحدود اللبنانية - الفلسطينية؟
٣- لماذا يراد وضع القوات الدولية تحت الفصل السابع ضد لبنان وليس ضد المحتل؟
٤- هل تتجه المنطقة نحو زمن هيمنة أميركية بامتياز؟
د. نزيه منصور